خطواتك الأساسيَّة للدراسة والاندماج في ألمانيا

تاريخ اللقاء: 31/7/2023، الساعة 11:30 صباحاً بتوقيت ألمانيا لكلَّ طالبٍ يتطلَّع إلى الدراسة في ألمانيا، ومهتم بكيفيَّة الاندماج مع المجتمع الألماني. نقدم لكم تجربة عملية على أرض الواقع، تحوي الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تهمكم، تنقلها لنا: المهندسة تسنيم بركات، الحاصلة على ماجستير في الهندسة البيئية، ومديرة مشاريع في إدارة البنية التحتية بمدينة شتوتغارت في ألمانيا، كما أنها مرشدة أكاديميَّة في فريق الإرشاد الأكاديمي ، في الجمعية الألمانية السورية للبحث العلمي DSFG . انطلقنا بسؤالها عن كيف كانت البداية، وما هي الخطوات الأساسية التي يجب على كلِّ طالبٍ البدء بها، من أجل السفر للدراسة؟. أكَّدت تسنيم على أنَّ الطالب، يجب أن يأخذ في اعتباره، تجهيز وترجمة تصديق الوثائق الشخصيَّة والأكاديميّة كلّها، والتي بإمكانه استخراجها حتّى وإن لم تُطلب منه، تَحسُّباً للمعايير التي تختلف من منحةٍ لأخرى، وحرصاً على عدم تأخيره عن الموعد النهائي لمنحةٍ ما، بسبب نقص وثائق مهمَّة، وهي الآتي:

● الوثائق الشخصيَّة: إخراج القيد، بيان ولادة، بيان عائلي. ( الأوراق التي يُمكن استخراجها من النافذة الواحدة). ● الشهادات الأكاديميَّة: شهادة الثانويَّة العامَّة، شهادات التخرّج، كشف العلامات وتوصيف المواد، شهادات التطوع و شهادات الخبرة من أماكن العمل، شهادات اللغة، خطابات التوصية مختومةً من صاحب العمل، أو أستاذٍ في الجامعة، بالإضافة إلى وثيقتين في غاية الأهميَّة: السيرة الذاتية ورسالة الحافز. كما قدَّمت نصائح فيما يتعلّق بهذه الوثائق، وفق الآتي: – حضور تدريبات عن كيفيَّة كتابة السيرة الذاتية ورسالة الحافز. – يُفضَّل مراجعة السيرة الذاتية ورسالة الحافز، من قِبل ناطقٍ باللغة المكتوبة، أو أحد المُقيمين في هذا البلد، ذي مستوىً ممتاز في هذه اللغة، حيث يُستَبعد الطالب من الدراسة أو العمل، في حال وجود أخطاء املائيةٍ أو قواعدية، في هاتين الوثيقتين. – يؤخذ في الاعتبار أيًضا أنَّ رسالة الحافز لا تكون ذاتها لجميع المنح أو الجامعات، وكذلك مراعاة أنَّ هيكليَّة السيرة الذاتية، تختلف تبعاً للبلد. كما يُفضَّل كتابة السيرة الذاتية على الطريقة الأوروبيَّة Europass أيضاً، وذلك عند التقديم للدراسة في ألمانيا. بالإضافة إلى كلِّ ما سبق، على الطالب أن يقوم بتجميع مختلف الشهادات التي تثبت خبرته، كالشهادات المهنيَّة والتطوعيَّة في ملفٍ واحد، بحيث يصبح بإمكانه الرجوع إليه، عند حاجته للتحقّق من توافر شروط الدراسة، أو العمل لديه. كما أشارت إلى أهمّ النقاط التي يجب الانتباه لها، عند كتابة السيرة الذاتية ورسالة الحافز: مراعاة وجود بنود وعناصر السيرة الذاتية ورسالة الحافز كلّها، وقد يكون من الرائع، الاستعانة بشخصٍ ذي خبرة، مُقيمٍ في ذات البلد المستهدف للدراسة، لسؤاله عن رأيه في النمط المفضَّل للسيرة الذاتية داخل هذا البلد، لذلك، لا بدَّ من مراعاة الأنماط المختلفة من بلدٍ لآخر، عند كتابة السيرة الذاتية، لأنَّ السيرة الذاتية و رسالة الحافز المرسلة لدولة الامارت مثلاً، تختلف اختلافاً كلياً عن الموجَّهة إلى ألمانيا. كما أكَّدت على أهميَّة البحث الدقيق والموُسَّع، عن طرق السفر المختلفة وشروطها، وأوضحت: – أنَّ لكلِّ طريقةٍ من طرق السفر، أوراقٌ يجب استيفاؤها، ويجب مراجعة موقع سفارة البلد المراد السفر إليه، لمعرفتها. أما الأوراق التي سبق ذكرها، قد يحتاج لها الطالب أحدها لاحقا، لذا يجب تحضيرها جميعاً. – من الأفضل تصفّح موقع الجامعة أو المنحة، بدلاً من سؤال الآخرين، حتّى وإن كان الشخص الذي ستسأله، قد حصل سابقاً على منحةٍ، أو قبول في البرنامج ذاته الذي تسعى إليه، لأنَّه من الممكن أن تكون متطلّبات وإجراءات القبول قد تغيّرت. تطرّقنا إلى سؤالٍ يشغل أذهان العديد من الطلاب أثناء تجهيز أوراقهم، ألا وهو المعايير التي على أساسها، يستطيع الطالب اختيار جامعةٍ ألمانيَّة معيّنةٍ دون غيرها، حيث أكَّدت تسنيم على العديد من النقاط، التي يجب أن يأخذها الطالب في الاعتبار، وهي وفق الآتي:

● معرفة اللغة المطلوبة لدرجة البرنامج.

إذا كان البرنامج المطلوب مجانياً أو مدفوعاً، فح ألمانيا، توجد برامج مدفوعة، أو ولايات تطلب دفع رسوم، قد تكون عاليةً بالنسبة إلى بعض الطلاب.

● فترة التسجيل في البرنامج. ● إذا كان من الممكن التسجيل في الفصل الصيفي. ● ما هي الشهادة التي تحصل عليها بعد البرنامج، وما إذا كانت تؤهّلك للعمل المستهدف، أو متابعة الدراسات العليا، بحال كان هذا هدف الطالب. ● ما هو الدخل المتوسّط لخرّيجي هذا الفرع، وهل من السهل إيجاد عملٍ فيما بعد؟. ● هل يوجد تدريبٌ إجباريٌّ للبرنامج، وهل من السهل إيجاد تدريب في هذه المدينة؟. ● ما هي تكاليف المعيشة في المدينة، التي يوجد فيها البرنامج، وهل أستطيع تغطية هذه التكاليف؟. كما قدَّمت نصائح لهذه المرحلة: − يُنصح باستخدام موقع (DAAD) ومن ثمَّ، اختيار الاختصاص الذي يناسب الطالب، ثمَّ سيقوم الموقع بعرض العديد من الخيارات والجامعات. − يُفضَّل قراءة كلِّ المعلومات المتوافرة عن برنامجٍ معيّن، وليس العنوان فقط، وبالتحديد قراءة توصيف مواد هذا البرنامج، وذلك لكي لا يقع الطالب في مشكلة تغيير منظور الدراسة لبرنامجٍ معيّن، حسب كلِّ جامعة. − غالبيَّة برامج الماجستير التي باللغة الإنجليزيَّة، تكون عامّةً وغير تخصصيَّة، وذلك لأنَّها موجَّهةٌ إلى الطلاب الدوليين، باختلاف خلفياتهم الأكاديمية، لذا يُنصح بالدراسة باللغة الألمانيَّة، لأنَّها تكون تخصصيَّةً أكثر، وفيها تعمُّقٌ أكاديمي، بالإضافة إلى أنَّ اللغة الألمانيَّة والمصطلحات التخصصيَّة، ستُستَخدم مستقبلاً في مسيرة الطالب المهنيَّة، إن اختار البقاء في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، أكَّدت على ملاحظةٍ في غاية الأهميَّة، فيما يخصُّ دراسة الماجستير باللغة الإنجليزيَّة: إنَّ واحدةً من إيجابيَّات دراسة الماجستير باللغة الإنجليزيَّة: هي سهولة التواصل مع الطلاب الدوليين والتعامل معهم، على عكس البرامج التي تكون باللغة الألمانيَّة، حيث سيكون التواصل مع الطلاب الألمان أكثر صعوبةً. الإيجابيَّة الثانية: هي وجود العديد من الخلفيات والثقافات الأكاديميَّة، ممَّا يقلل التمييز بين الطلاب من قبل المدرسين. أمَّا بالنسبة لمرحلة التقديم، ربَّما يواجه الطالب صعوبات، مثل إجراءات استخراج وثيقةٍ مهمّة مٍن الجامعة، أو ترجمة وامضاءات وتوثيق هذه الوثائق، وقد أكَّدت المهندسة تسنيم من واقع تجربتها، على العديد من الخطوات التي يجب على كل طالب العمل بها، حتّى تتمَّ عمليَّة التقديم بسلاسة، ولتجنّب أي أخطاءٍ أثناء التقديم، وذلك وفق الآتي: ● البدء بإصدار الوثائق قبل الحاجة إليها. ● قد تُضطَّر لكتابة رسائل التوصية بالاتفاق مع أستاذةٍ جامعيين وصاحب العمل، حتّى يقوموا بتدقيقها لاحقا وختمها وتوقيعها فقط، بسبب ضيق وقتهم، لذا في حال انشغالهم أو المماطلة من قبلهم، اقترح عليهم ذلك. ● الأفضل كتابة رسالة توصية عامَّة، يمكن استخدامها لجميع المنح، وليس منحةً معيّنة، تجنُّباً لإهدار وقتك ووقت الأساتذة الجامعيين. ● يجب أن يكون لديك رسالتا توصية من شخصين أو مكانين مختلفين في الحدّ الأدنى. كما أضافت لكلِّ ما سبق من الوثائق المهمَّة، أنَّ على الطالب أن يعمل على تقوية اللغة، والثقة في النفس. وعلى الجانب الأخر، فيما يتعلّق بمرحلة ما بعد السفر كمحطةٍ للوصول، أطلعتنا المهندسة على الإجراءات الأساسيَّة، التي يجب على كلِّ طالب القيام بها بعد الوصول، وفق الآتي: ● تسجيل السكن في البلدية. ● شراء خط هاتف. ● اختيار تأمين صحي مناسب. ● دفع رسوم التلفاز، إذا كنت في ألمانيا، حتّى لو لم يكن لديك تلفاز! ● عدم إهمال أي بريدٍ يصل باسمك. كما استعرضت من واقع تجربتها، النصائح التي يمكن توجيهها للطالب، عندما يواجه تحدِّيات مثل (اللغة، التعامل مع الزملاء والمشرف، تحديات الاختلاف الثقافي culture gap، أو الاندماج داخل المجتمع الألماني، مشكلات أثناء الدراسة الأكاديميَّة)، وكيفيَّة تجاوزها وحلّها، وفق الآتي: ● البدء في تعلّم اللغة بأسرع ما يمكن. ● البحث عن نشاطاتٍ تطوعيَّة. ● البحث عن نشاطاتٍ ترفيهيَّة تناسب الطالب، في المنطقة المحيطة. ● الاستماع للآخرين، ووجهات نظرهم. ● المشاركة في فعاليَّات التعريف عن بلدي وثقافتي. ● البحث عن أشخاص لتبادل اللغات؛ تعّمهم لغتك وتتعلّم لغتهم. أيضاً، قدَّمت لنا بعض النصائح للطلاب الواصلين حديثًا إلى ألمانيا، لتخطّي الصعوبات التي تواجههم، مثل: − قبل الوصول، يجب أن يكون الطالب على تواصلٍ مع أحد معارفه في ألمانيا، لتسهيل بعض الأمور الأولية الأساسيَّة، مثل مساعدته في المواصلات، السكن، والعديد من الأمور. ليس بالضرورة أن يكون التواصل شخصيَّاً، من الممكن تقديم المساعدة هاتفيَّاً أيضاً. − يجب على الطلاب التحلّي بالصبر في بعض الأمور، لأنَّها قد تستغرق وقتا نظراً للبيروقراطية. − يجب الاطلاع على التطبيقات والمواقع الالكترونيَّة المُستخدمة في ألمانيا. أمَّا في حالة وجود الطالب في مدينةٍ ليس فيها أصدقاء أو أقارب للمساعدة، فعليه أن يقوم بالآتي: − بدايةً، يُنصح بأخذ المساعدة من الجهات المختصة الحكومية أو المنظمات الغير ربحية أو الجمعيات. − السؤال عن فعاليَّاتٍ للمشاركة فيها. − البحث عن مجموعات للمدينة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلاً: مجموعة (Students in Stuttgart)، على منصّة فيسبوك. − يمكن زيارة مركز الترحيب (Welcome Center) في المدينة اذ ا وجد، وهي مراكز محليَّة موجَّهةٌ لدعم الطلاب والأجانب الجدد، الذين يواجهون صعوباتٍ في المدينة، حيث يمكنهم تقديم المساعدات في عدَّة مجالات، منها المساعدة في ابرام عقود التزود بالكهرباء، أو وضع إعلانٍ للبحث عن سكن في الجرائد الرسمية، أو تقديم الخيارات لشراء أثاث للمنزل، والعديد من الأمور الأساسيَّة الأخرى. − التطوع مع المنظمات الاجتماعيَّة، مثل AWO Organization. وفيما يتعلّق بإندماج الطالب مع المجتمع الألماني، وتقبّل الثقافات المختلفة، عبّرت تسنيم: أنَّ معظم الألمان لطيفون وودودون، ضمن الإطار الرسمي، داخل حدود العمل أو الدراسة، وليس من السهل تطوير العلاقات مع الألمان، لكن بالرغم من ذلك يمكن الاندماج بالمجمع الألماني حيث لديهم ثقافة مثيرة للاهتمام و عادات حسنة كثيرة. كما أن مخالطة الأشخاص الأجانب الموجودين في ألمانيا بثقافاتهم المختلفة هي ايضا تجربة رائعة. عبّرت تسنيم عن واجبها في مساعدة الطلاب بمختلف جنسياتهم، وتقديم الدعم والمشاركة بالخبرات والمعلومات، والتي تعود بالنفع والفائدة داخل المجتمع الذي تندمج فيه. وفي ختام اللقاء، وبسؤالنا لها عن موقفٍ أو تجربةٍ فارقةٍ في حياتها، قالت: “أخبرني أحد الأساتذة في الجامعة، أنَّ هناك احتمالين للمنح، وهما: التقدم للمنحة و بنتبجته ممكن أن تحصل على القبول، أو عدم التقدم و بالتالي لا يوجد اي فرصة! أيضاً، تحدّثت عن الاختلاقات الثقافية التي قد كانت مفاجأة عند قدومها لألمانيا، حيث تفاجئت السيدة بركات، بأن فترة تناول الغداء في ألمانيا من الساعة 11 صباحاً، حتّى الساعة 2 ظهراً، بينما يرتشف شعبنا العربي

القهوة في هذا التوقيت