The German-Syrian Research Society (DSFG)

مبادرة ألمانية سورية لإحياء المكتبات الجامعية وبناء مستقبل معرفي واعد

 

إيماناً بقوة المعرفة كجسر نحو المستقبل، أطلقت المؤسسة الألمانية السورية للبحث العلمي (DSFG) مبادرة نوعية لإعادة إحياء رفوف المكتبات الجامعية السورية بمراجع عالمية. حيث نجحت في تأمين ٤٠٠ كتاب في دفعتها الأولى، وهي مجموعة كتب أكاديمية منتقاة بعناية باللغتين الإنكليزية والألمانية، لتفتح للطلاب والباحثين نوافذ جديدة في العلوم الإنسانية والآداب والرياضيات وغيرها من التخصصات الحيوية.

 

من المتوقع أن تصل مجموعة الكتب بحراً إلى المرافئ السورية خلال الأسابيع المقبلة. ويُنتظر أن تبدأ عملية الفرز فور وصول الشحنة، بهدف تحديد التوزيع بدقة وفقاً لاحتياجات الجهات المستفيدة.  

بدأت هذه الكنوز المعرفية رحلتها عبر البحر، حاملة معها أملاً كبيراً للآلاف من الطلاب والباحثين الذين يترقبون وصولها خلال الأسابيع القادمة. وفور وصولها، سيبدأ فريقنا المتخصص في فرزها وتصنيفها بدقة، لضمان توجيه كل كتاب إلى المكان الذي سيحقق فيه الأثر الأكبر.

 

ستكون المكتبة المركزية في جامعة دمشق المستفيد الأول من هذه الدفعة، نظراً لحجمها الأكاديمي واحتياجاتها المتزايدة. كما سيتم تخصيص جزء من التكرارات للمكتبة الوطنية، في حين يجري العمل على فتح قنوات تواصل مع جامعات إضافية لتوسيع نطاق الاستفادة من الكتب المتوفرة.  

بصفتها صرحاً أكاديمياً عريقاً، ستحتضن المكتبة المركزية في جامعة دمشق الجزء الأكبر من هذه الدفعة الأولى، لتلبية احتياجاتها المتزايدة وتجديد مواردها المعرفية. كما سيتم إثراء المكتبة الوطنية بنسخ قيمة، بينما نعمل بشكل استباقي على توسيع شبكة شركائنا لتصل هذه الثروة المعرفية إلى أكبر عدد ممكن من الجامعات السورية.

 

الكتب المختارة لا تقتصر على تخصصات بعينها، بل تعكس توجهاً نحو التنوع المعرفي، بما يتيح للطلاب والباحثين الوصول إلى مصادر متعددة تدعم مشاريعهم الدراسية والبحثية. هذا التنوع في المحتوى يعكس حرص القائمين على المبادرة على تلبية احتياجات مختلفة داخل البيئة الجامعية، سواء في التخصصات النظرية أو التطبيقية.  

 

تأتي هذه الخطوة في سياق جهود أوسع لدعم البنية الأكاديمية في سوريا، وتوفير أدوات معرفية تواكب المعايير الدولية، وتُسهم في تعزيز جودة التعليم العالي. المبادرة لا تهدف فقط إلى سد النقص في المراجع، بل تسعى أيضاً إلى خلق بيئة تعليمية أكثر انفتاحاً، كما وتُشجّع على البحث والتفكير النقدي، وتُعيد الاعتبار لدور المكتبة كمركز حيوي في الحياة الجامعية.  

 

ومع اكتمال عملية الوصول والفرز، تبدأ مرحلة جديدة من الأمل والمعرفة في الجامعات السورية. فهذه الدفعة ليست مجرد كتب، بل هي بذور لمستقبل أكاديمي أكثر إشراقاً، تُسهم في تمكين الطلاب والباحثين، كونها الخطوة الأولى نحو بناء رصيد معرفي متجدد، خطوة نابعة من الإيمان بأن المعرفة قادرة على تجاوز الحدود، وصناعة التغيير.