The German-Syrian Research Society (DSFG)

رحلة تحدٍ وإبداع: كيف تجاوز د. نضال ظريفة العقبات ليصبح رائدًا في أبحاث الاتصالات

المعلومات الشخصية

الاسم: الدكتور نضال ظريفة  

تاريخ الميلاد: 1983  

مكان الميلاد: دمشق، سوريا  

الاختصاص: هندسة الاتصالات  

الجامعة: جامعة دريسدن، ألمانيا

المسيرة التعليمية

تخرج الدكتور نضال ظريفة من جامعة دمشق عام 2006، حيث حصل على درجة البكالوريوس في تخصص هندسة الإلكترونيات والاتصالات. بدأ مسيرته في الدراسات العليا في سوريا، ثم سافر إلى فرنسا حيث أتم دراسته للماجستير في جامعة إي إم تي أتلانتيك عام 2012. بعد ذلك، انتقل إلى ألمانيا لدراسة الدكتوراه، وتخرج بمرتبة الشرف في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، عمل كمحاضر وباحث في نفس الجامعة، مختصًا في أبحاث الجيل السادس من تقنيات الاتصالات.

خبرة العمل

بعد تخرجه، عمل الدكتور نضال كمهندس تطبيقي في شركة سيرياتيل في سوريا لمدة ثلاث سنوات، ولأن اهتمامه وتركيزه كانا على البحث العلمي، قام بتدريب طلاب الهندسة لمساعدتهم في مشاريع تخرجهم وتعليمهم أصول البحث العلمي.  

في ألمانيا، شارك في مشاريع متعددة في مجال الاتصالات منها معالجة الإشارات. ومن أبرز الإنجازات التي حققها كانت مساهمته في مجموعة من المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي لدراسة أبحاث الجيل الخامس، حيث ساهم في وضع المعايير العالمية الخاصة به وشارك في تأليف كتاب عن نفس الموضوع.

في جامعة دريسدن، يواصل العمل على أبحاث تتعلق بالجيل السادس، مع التركيز على المعايير التكنولوجية المختلفة، بما في ذلك تكنولوجيا تيراهيرتز، من خلال تعاون بين ألمانيا واليابان. حيث تم اختيار الدكتور نضال كفرد أجنبي وسوري وحيد لقيادة الأبحاث في هذا المجال.  

كان الدكتور نضال أيضًا ممثلًا للجامعة في واشنطن للمشاركة في النقاشات والفعاليات. عادةً ما تقام الأنشطة داخل ألمانيا، لكن بعد جائحة كورونا أصبحت الأمور محدودة قليلاً، وأقيمت السنة الماضية في دبي.

الأبحاث العلمية

يمتلك الدكتور نضال خبرة في مجال الاتصالات الثنائية الاتجاه، حيث اعتمد على فعالية النقل واستقبال المعلومات. وأوضح أهمية التعاون بين جامعته والجامعات في المنطقة، مما ساهم في تشكيل تحالف قوي في مجال تكنولوجيا تيراهيرتز. وقد شارك في مؤتمرات عالمية، بما في ذلك مؤتمر يتعلق بتقنيات تيراهيرتز، وعُقدت النسخة السادسة منه في دبي.  

كما شكل الدكتور نضال جزءًا من فريق بحثي، حيث يساهم في تطوير الأبحاث العلمية لحل مشاكل تكنولوجيا الاتصالات والعمل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدراسة الاندماج بين الروبوت والإنسان.

المناصب

شغل الدكتور نضال منصب الباحث المشارك في الجامعة، وكان سابقًا قائدًا لمشروع كبير يتعلق بالجيل الخامس من الاتصالات. وبين أنه عضو في مجلس الإدارة وأحد مؤسسي مبادرة التجمع السوري في ألمانيا، التي تسعى لدعم المؤسسات السورية وتعزيز الجهود لجمع الكوادر السورية في ألمانيا.

بالإضافة إلى امتلاكه مدونة باللغة العربية يكتب فيها عن المواضيع التقنية، محاولًا تبسيط العلوم للجمهور.

الرؤية المستقبلية

أما عن رؤيته وخططه للمستقبل، فقد عبّر الدكتور نضال عن رغبته في توجيه جهوده لدعم الباحثين في سوريا وتقديم الدعم التقني والعلمي، رغم التحديات المرتبطة بالالتزام بالجامعة وعائلته المتواجدة في ألمانيا. مؤخرًا أقام ورشة عمل عن الذكاء الاصطناعي في سوريا بالتعاون مع جامعة دمشق، فهو يسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي في مجال البحث الأكاديمي ومواصلة تطويره بما يتواكب مع احتياجات الباحثين السوريين.

التحديات

وعند سؤاله عن التحديات التي واجهها خلال مسيرته الأكاديمية، فقد أوضح أنه واجه العديد من الصعوبات، خاصةً عند محاولته إجراء الدراسات العليا في جامعة دمشق لأنه صُدم بنظام القبول الجديد الذي تم تطبيقه والذي لا يتناسب مع معدله.  

كان التنافس على المنح الخارجية صعبًا وتم قبوله في منحة إيراسموس، ولكن حادثًا صغيرًا أدى إلى كسر في يده منعه من متابعة إجراءات المنحة، وتعرض للتحديات بسبب عدم توفر فرص الدراسة المناسبة بسبب الظروف السياسية في بلده. ومع ذلك، أصر على تطوير نفسه والعمل في مجاله، مستفيدًا من تجاربه السابقة لتجاوز الصعوبات.  

ثم أعلنت جامعة فرنسية عن افتتاح ماجستير بالتعاون مع جامعة دمشق وطلبت اجتياز اختبار قبول، والذي نجح فيه بمعدل جيد جدًا وسافر إلى فرنسا، وكان الحصول على الفيزا تحديًا في حد ذاته.  

كان ينوي متابعة الدكتوراه في فرنسا، بعدها نصحه أحد الأصدقاء بالتقديم في ألمانيا، وكان التحدي في عدم إتقانه للغة الألمانية، حيث بدأ الدراسة بعد وصوله.

الدافع

عادةً يحصل الأفراد في الشركات على رواتب أعلى من الجامعات، لكن العمل في الجامعة يعتبر عملًا ذو قيمة مضافة، ويستمتع بمشاركته مع الطلاب. أما بخصوص البحث العلمي، فإنه يؤمن بأن البحث العلمي ليس بالضرورة أن يحقق إنجازات كبيرة، بل لتطوير تطبيقات دقيقة تحقق العدالة التكنولوجية، وتضمن وصول هذه التكنولوجيا إلى المجتمعات الأخرى.

نصائح للطلاب

يوجه الدكتور نضال نصيحة للطلاب بضرورة العمل لفترة بعد التخرج قبل التوجه للدراسات العليا لاكتساب الخبرة واتساع آفاقهم، وينبغي عدم التردد في اغتنام الفرص، وأن يعرف الفرد نقاط ضعفه وقوته، والعمل على تحسين نفسه. كما يعتبر الثقة بالنفس أساس النجاح، خصوصًا عند الرغبة في الدراسة في الخارج، لأنها تتطلب الشجاعة الكافية. وبالتأكيد إذا أحب الفرد عمله، سيكون بإمكانه الإبداع والاستمرار.